متفوقون في البكالوريا يتحدثون عن تجربتهم

سيلية قاسي شاوش، ناجحة بمعدل 76, 17 
'' أسئلة البكالوريا أسهل من أسئلة الاختبارات
''

 طمأنت المتفوقة سيلية قاسي شاوش المترشحين لشهادة البكالوريا، معتبرة التحضير الجيد لهذا الامتحان المصيري يؤدي حتما إلى النجاح بمعدل كبير، وهي التي احتلت المرتبة الثـانية ضمن ناجحي ولاية تيزي وزو السنة المنصرمة بمعدل 76, 17 واختارت اختصاص الطب.

تقول محدثـتنا إنها كانت تحضر للبكالوريا منذ السنة الأولى ثـانوي، إلا أنها ضاعفت من العمل مع اقتراب الامتحان، حيث تستيقظ على السادسة والنصف صباحا لتراجع لمدة ساعة قبل أن تلتحق بالقسم، كما ساعدها قرب بيتها من ثـانويتها سحوي علجية بعزازفة، في استغلال الساعة الفاصلة بين الفترة الصباحية والمسائية في المراجعة. كما كانت سيلية تخصص وقتا آخر للمذاكرة كل مساء وبصفة منتظمة، في حين تزيد من وتيرة العمل خلال عطلة نهاية الأسبوع. وأشارت سيلية إلى أنها كانت تفضل المراجعة والتحضير فرديا، وتستنجد بأساتذتها كلما استعصى عليها الأمر، مضيفة أنها فكرت في القيام بدروس خصوصية، لكنها عدلت عن ذلك بعد شهر واحد ''لأنني متيقنة أن ذلك يعدّ مضيعة للوقت''.

 وتعترف سيلية أن والدتها ساعدتها كثـيرا بحكم أنها أستاذة في الرياضيات، مثـلما ساعدها والدها معنويا. كما كان الأنترنت أحد وسائلها في التحضير، مواصلة: ''كنت أتصفح مواقع منتديات للأساتذة والتلاميذ وأحل التمارين والمواضيع المطروحة فيها، وأقارن مستواي وما أنجزناه بمستوى وما أنجزه زملائي من بقية الولايات''.
سيلية الآن في السنة الأولى في اختصاص الطب، وتصرّ على أن المراجعة والتحضير المنتظم للبكالوريا يقود للنجاح، مضيفة ''وجدت أسئلة البكالوريا أسهل بكثـير من تلك الأسئلة التي كانت تطرح علينا في الاختبارات العادية''.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

من أجل الحصول على شهادة البكالوريا بتقدير جيد جداجيهان استعانت بتمارين الرياضيات الخاصة بالولايات المتحدة

 لم تدّخر الطالبة بلحاج مصطفى جيهان من قسنطينة، جهدا خلال اجتيازها عقبة البكالوريا لسنة 2010 من أجل تحقيق حلمها بالالتحاق بكلية الطب، والحصول على تقدير جيد جدا. فرغم الإضرابات التي عصفت بالقطاع، إلا أنها استطاعت إكمال البرنامج المسطر.

قالت جيهان التي درست في ثـانوية الحرية العريقة، شعبة رياضيات، إنها اعتمدت بدرجة كبيرة على العمل الجماعي عبر حل التمارين وتبادل المعلومات، مواصلة: ''كنت أدرس 4 ساعات يوميا، أركز خلالها على مادتي الرياضيات والفيزياء، كونهما مادتين أساسيتين، كما كنت وزملائي نبحث عن التمارين الصعبة لإيجاد حلول لها جماعيا، وكنا نتبادل التمارين التي تقدم لنا في حصص الدعم خارج أسوار الثـانوية، حيث انقسمنا إلى عدة مجموعات كل عند أستاذ مختلف، لضمان تنوع في التمارين''.

أما بخصوص باقي المواد من تاريخ وجغرافيا، أدب عربي، فلسفة ولغات، فكانت الطالبة المتفوقة تخصص نهاية الأسبوع، إذ تضاعف من جدول المراجعة. في حين أكدت أنها قامت بعدة أبحاث عبر شبكة الأنترنت، حيث استخرجت مواضيع عديدة في الرياضيات والفيزياء لشهادات البكالوريا الأجنبية، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وقامت بحلّ التمارين، ما جعلها ترفع من مستواها. كما تحدثـت أيضا عن التسهيلات التي قدمها مدير الثـانوية. فرغم الإضرابات الكثـيرة التي دخل فيها القطاع الموسم الفارط، إلا أن الأقسام والمكتبة كانت مفتوحة للتلاميذ من أجل المراجعة، كما أنهم أكملوا البرنامج إلى غاية آخر يوم من الدراسة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

أجرى عملية جراحية أثـناء امتحان البكالورياعبد الحليم حصل على البكالوريا بـ50, 16


 تصلح حكاية عبد الحليم بلاغيث، الذي أجرى عملية لاستئصال الزائدة الدودية خلال امتحان شهادة البكالوريا عام 2009 وحصل على الشهادة بمعدل 50, 16،  لتكون نموذجا للتحدي وقدرة الإنسان على الصبر.


 فهذا الطالب النموذج تعوّد على حصد المراتب الأولى طوال مشواره الدراسي بمعدلات ممتازة، بفضل الثـقة التي وضعتها فيه العائلة وكل المحيطين به من إطار تربوي وأساتذة. أجرى عبد الحليم امتحان آخر مادة مقرّرة في بكالوريا شعبة العلوم، وبقربه طاقم طبي كامل تنقل معه من مستشفى العقيد شعباني حيث أجرى عملية جراحية عشية الامتحان الأخير للبكالوريا. 

حصل عبد الحليم بلاغيث على شهادة 2009 رغم أنه كاد يفارق الحياة أثـناء الامتحان، حيث فاجأته آلام حادة على مستوى البطن نقل على إثـرها من مركز الامتحان في متوسطة بن باديس في المنيعة إلى مستشفى محمد شعباني، حيث خضع لعملية لاستئصال الزائدة الدودية. ولم يتوقع أحد من أفرد أسرة بلاغيث التي صدمت بخبر خضوع عبد الحليم للجراحة، أنه سيعود في اليوم الموالي ليكمل امتحان العلوم الشرعية، آخر المواد المقرّرة في الدورة، ويصنف بعد ظهور النتائج ضمن قائمة المتفوقين.

 ويواصل عبد الحليم: ''ضربت عهدا على نفسي بأن أواصل الطريق إلى آخر المطاف، وطلبت من الطاقم الصحي الذي أشرف على العملية مرافقتي إلى مركز الامتحان بعد تماثـلي للشفاء، وقد حققت أكبر علامة في آخر امتحان''.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق