الطموح .. وقود النجاح

 اليأس .. والإحباط .. الإصابة بخيبة أمل .. مشاعر كاسرة .. تحطم مجاديف الأمل والتفأول.. وتهدم سفينة الأحلام والطموحات .. وتغرقها في بحر الحزن بظلامه الدامس ..



كلٌّ منا يطمح في الوصول إلى أهدافه ، ونبيل مراده ، وتحقيق رغباته وأمنياته ..
ولكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه .. فقد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن 
..
ومانيل المطالب بالتمني     **     ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً


وهنا تظهر شجاعة المرء ، وقوة صبره وتحمله ، وتسمو رايات طموحه الشامخة ، لتُعلن عن قدوم غد مشرق .. ومستقبل زاهر .. لطالما حلم وتمنى ان يعيش بأجمل 
أعوامه ، وأروع أيامه ، وأسعد لحظاته وأمتعها ..


ولكن يبقى السؤال هنا :
من منا ييأس ..؟
ومن منا لا ييأس..؟


إننا لا نستطيع رصد نسبة معينة لتحديد الإجابة بالضبط .. فالناس يختلفون في ذلك لإختلاف طبائعهم ، فهناك من يطمح في الوصول إلى مناه .. ويحاول مرة واحدة فقط ..
إن صابت معه كان بها ، وإن لم يكن كذلك فإنه يتحطم ، ويحبط ، وييأس .. ويدّعي أنه ليس ذو حظ ، وهو دائماً هكذا نصيبه في الحياة .. وليس من حقه أن يستمتع بها كغيره..

وهنا يجب أن نذكره بقول أبو الإنداء الأسدي حين قال :
لا تحسب المجد تمراً أنت أكله
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا


وهناك من يحاول أكثر من مرة .. لكنه في النهاية لا ينجو من شعور سابقه .. وهنا يجب أن نذكره بالمقولة الشهيرة :
"
لا حياة مع اليأس .. ولا يأس مع الحياة "

وهناك أيضاً من يحاول ويحاول ويحاول حتى ينال مناله ومراده .. وهذا هو المرء الطموح الذي يستطيع أن يعيش حياته هانئاً وسعيداً ، لأنه حقق ما كان يطمح إليه أو بعضاً منه .. بل ويطمح إلى المزيد دوماً ..

وهنا يجب أن نقول له :
اعمد إلى أقصى ما يخطر على بالك فاجعله هدفاً .. فإنك على جناح الطموح تُحمل إلى القمم ..
حيثما تريد أن تُحدد أهدافك فلا تخشى أن تطمح الوصول إلى أعلى المراتب ، فمن سنة الحياة أن تمنح كل واحد ما يعتقد أنه سيناله ، وكما يقول الإمام علي : " ما رام 
امرؤ شيئاً إلا وصله ، أو ما دونه  " .



هل لليائس علاج؟

إن اليأس مرض من الأمراض التي تصيب النفوس فتقف عاجزة عن إدراك المعالي، ومن هنا فإننا نضع خطوطًا عريضة ونقترح بعض الوسائل التي نرجو أن تكون نافعة في علاج هذه الآفة، ومنها:

1- تعميق الإيمان بالقضاء والقدر بمفهومه الصحيح، وتربية النفس على التوكل على الله، ونعني بذلك أن يعتمد القلب في تحقيق النتائج على الله مع الأخذ بالأسباب المشروعة، وبذل الجهد الممكن للوصول إلى الأهداف المنشودة.

2- تنمية الثقة بالنفس، والاعتماد على الذات في القيام بالأعمال، وتحمل المسؤولية عن نتائجها بغير تردد ولا وجل.

       
3- اليقين بالقدرة على التغيير إلى الأفضل في كل جوانب الحياة ومطالعة تجارب الناجحين في شتى الميادين.

4- قراءة قصص الأنبياء والصالحين الذين غير الله بهم وجه الحياة والتعرف على الصعاب والمشاق التي واجهوها بعزم صادق وقلب ثابت، حتى أدركوا مناهم بحول الله وقوته.

5- اليقين بأن الاستسلام لحالة اليأس لن يجني صاحبها من ورائها إلا مزيدًا من الفشل والتعب والمرض، وأن البديل هو السعي والجد وتلمُّحُ الأمل.

إذا اشتمـلت على اليأس القلـوب.. ... ..وضاق لما به الصدر الرحيبُ
وأوطــأت المكــاره واطمــأنت.. ... ..وأرست في أمكانها الخطـــوبُ
ولم تر لانكشـاف الضـر وجهًا.. .... ..ولا أغنــى بحيلتـــه الأريـــبُ
أتاك على قنـوط منــك غـــوثٌ.. .... ..يمـن به اللطيـف المستجيــــبُ
وكــــل الحادثـات إذا تنـــــاهت.. .... ..فموصـول بها الفـرج القريـب

إن البعض يخاف من أن يصوّب عالياً ، ظناً منه بأن ذلك سوف يتعبه ، على أساس " إن الطموح الكبير سوف يكلف الكثير
غير أن المسألة ليست كذلك حتماً ، فالتاجر يتعب أقل مما يتعب الحمّال ، وصاحب المصنع يتحمّل من المشاق أقل مما يتحمله العامل فيه .. وهكذا

إن الحياة تتطلب الكد ، ولا فرق أن يكون ذلك في مجالات راقية ، أو أمور دانية .. فأنت لابد من أن تعمل لكي تنجح ، سواء كان ذلك في مرتبة عُليا أم غير ذلك .. إن من يوسع دائرة طموحه ، يستطيع أن ينجز أكثر ، من دون أن يتطلب ذلك جهداً أكثر

فلا مجال للتخويف من أن نطمح أقصى ما يمكن الوصول إليه ، في أي مجال كنا نعمل فيه .. فالطموح يجر الإنسان إلى الأعالي ، ويمنعه من السقوط في الوادي ..

إننا حينما نلقي نظرة على الحياة نجد أن تطورها إنما يأتي على أيدي الذين كانوا يطمحون بعيداً ، ويسعون حثيثاً لتحقيق طموحاتهم ..

فالمطامح السامية ، والغابات النبيلة هي دعامة الرقي في الأمم .. فهي التي تُكسب الحياة خصوبة ، وتبعث فيها الرونق والبهاء ، وهي أساس التقدم العلمي ، والصناعي ، والتجاري ، والثقافي ..

فلو أن البشرية اكتفت قبل مائتي عام بما عندها ، ولم تطمح إلى المزيد ، لكنا لا نزال نعيش اليوم في بيوت من الطين ، ونستخدم الزيت للسراج ، ونركب البغال والحمير، ولم يكن أي خبر للمنتجات الحضارية المعاصرة ..

إن الطموح كفيل بأن يعطي الناس المغمورين مكانة سامية في الحياة ، كما انه كفيل بأن يحول الأشياء العادية إلى اشياء ذات قيمة .. والعكس بالعكس ..
فانعدام الطموح يحول الذين لهم مكانة سامية إلى أناس عاديين ويسلب القيمة من الأشياء الثمينة


  كيف أملك طموحاً عالياً ؟!

 - أولاً : قرر على نفسك الطموح ..
 - ثانياً : تطلع دائماً إلى المستقبل ..
 - ثالثاً : استخدم الإيحاء لجعلك كبيراً في        طموحك ..
 - رابعاً : حلق على أجنحة الخيال
..


 و أخيراً  ردّد بإستمرار : 
 لأن أيأس و سأكون طموحا طول الطريق نحو النجااااح

فالناجحون يطمحون أولاً ، ثم بعد ذلك ينجحون ..
وهناك مثال رائع من واقع حياتنا ..

وهو مخلوق صغير جداً قد يستحقره البعض .. ولكنه يسلك منهجاً رائعاً في شق طريقه في مُعترك الحياة .. هل عرفتم ذلك المخلوق ؟!

إنه النمل .. نعم هو .. فالنملة الواحدة مثلاً حين تُحاول صعود القمة لغرض ما فإنها قد لا تسقط عشرات المرات .. ولو أننا كنا مكانها لأحبطنا ويئسنا .. ولكنها لا تيأس أبداً .. فهي تحاول مراراً وتكراراً حتى تحقق ما تريده ..

فلو تأملنا حياتهم ولو لدقيقة واحدة ، لاستفدنا منهم الكثير ، ولتعلمنا منهم أهم دروس الحياة وأجملها .. فلنتعلم منهم ، ولنكن طموحين مثلهم ، بل وأكثر منهم ...

و تذكر دائما أنك لا تستحق أقل من الأفضل 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق